فأين التربية؟؟!!!
كثير منا يخلط خلطًا كبيرا ما بين مفهوم التربية ومفهوم الرعاية، فيستغرق في مسألة الرعاية جُلّ الوقت ولا يبقى للتربية مكاناً على مر الأيام والليالي، فإذا نبهنا أحدهم أن الرعاية تستغرق الوقت كله استغرب مما نقول أو نحاول التنبيه عليه.
فلو كان برنامجنا طوال اليوم من الصباح إلى المساء كالآتي:
«نوقظ الأولاد والبنات إلى المدرسة ونأمرهم بغسل وجوههم والوضوء ثم الصلاة، وننبه عليهم سرعة ارتداء ملابسهم والإفطار والنزول، ثم يرجع الأبناء من المدرسة فننبه عليهم أن يخلعوا ملابسهم، ويأكلوا طعامهم ويستريحوا قليلاً أمام التلفاز، ثم هيا بنا نذاكر وننهي مذاكرتنا، ونتناول طعام العشاء ثم هيا لتناموا».
إذا كانت حياتنا هكذا فأين التربية؟!.
هذه كلها رعاية بمعنى الطعام والشراب والملبس والتعليم ووسائل الترفيه كلها رعاية.
ومن هنا يحدث خلل في التربية.
ونجد أننا نبذل جهدا كبيرا كأولياء أمور ولكن، أين النتيجة المرجوة من تعبنا؟
الأم في البيت موزعة بين متطلبات البيت ومتطلبات الزوج ومتطلبات أولادها والأب غائب في عمله ليلَ نهار لتوفير قوت اليوم واحتياجات الحياة، وتمر السنين دون توجيه ثابت وإرشاد متدرج وتحفيز بناء، وثواب وعقاب وتعديل للسلوك وفهم لطبيعة أطفالنا ونفسياتهم.
ثم نفاجأ بالمشكلات «مشكلات الأطفال» ونقول لقد بذلنا كل ما نستطيع ولم نقصر فى شئ ، أيكون هذا هو الحصاد بعد كل هذا الجهد، ترى أين المشكلة ؟.
والمشكلة تكمن فى الأساس أننا فقدنا التربية وصرفنا كل الجهد باتجاه الرعاية فقط لا غير.