لك الله ياشعب فلسطين، ونسأل الله أن يثبتك، وأن ينصرك على عدوك، وأن يغنيك عن صديقك.
لقد ابتلي الشعب الفلسطيني المجاهد بأخس عدو باليهود الذي يضرب بهم المثل في الحقارة والدناءة.
الصهاينة الذين يتبخترون بأسلحتهم المحرمة على شعب أعزل ويستهدفون النساء والأطفال، ولأنهم يرون الشعب أعزل وقوى الطغيان في العالم تؤيد عدوانه، ولو كانوا أمام شعب مسلح بأدنى سلاح لظهروا على حقيقتهم فهم جبناء وأذلاء.
ومع ذلك فإن الشعب الأعزل في فلسطين قد حرمهم التمتع بالغنيمة التي سرقوها أمام عين العالم، وجعلهم يواصلون عدوانهم ليتخلصوا من العدو الذي سلبهم طيب الحياة.
ولعل العالم الذي لم يعرف إلى الآن خبث هذا العدو ولؤمه سيرى من هذا العدو مالا يخطر على باله، ضرب عشوائي بالطائرات وبالدبابات وكل ذلك استهداف للمدنيين الذين لا يحاربون ولا يملكون من السلاح إلا الحجارة.
من لم يعرف حقيقة هذا العدو، ما ينطوي عليه من حقد وشر لابد أن يفاجأ ويندهش لما يراه من أساليبه الحقيرة.
إن "شيلوك" هو الذي بلبنان، واضطررنا إلى التعامل معه ويقف وراءه مؤيداً ومناصراً الأوروبيون والأمريكان لاعتقادهم أن وجود حكومة يهودية هي التي ستعجل بنزول عيسى، عليه السلام، وحينئذ ستقوم معركة يفنى فيها أكثر البشر، ويتنطّر اليهود أو يبادوا عن آخرهم وهذا هو سر تأييدهم المطلق.
هذا هو العدو الأخس:
أما الصديق فهو نحن العرب ففينا من يبرر جرائم العدو يقول إن الصواريخ هي سبب كل ما يجري في غزة، مع أن العدوان متواصل من بداية القرن قبل أن توجد الصواريخ، ولكن تعللات، والعجيب أن التعللات لم تصدر من العدول بل منا نحن.
الصديق الأخس، لا ينظر إلى ما يجري من مجازر في غزة، وفي فلسطين عموماً فيدفعه إلى التفكير في نصرة إخوانه بل يتظر إلى تلك الأعمال ويعتبرها عقبة أمام تطبيعه مع العدو، إنه ينتظر بفارغ الصبر للتطبيع، وكلما أوغل العدو في عدوانه زاد الصديق شوقاً إلى هذا التطبيع.
هذا "الصديق" الذي لا يكتفي بالسكوت على جرائم هذا العدو الخبيث، بل يعتبر هذه الجرائم جميلاً يهدى إليه، لأن الضحية في فلسطين يفضح الصديق ويكشف عورته، فهو يريد من يخلصه من هذا الصديق المحرج، وربما أنه في قرارة نفسه يعتبره عدواً.
مجلس الأمن يجتمع، وماذا يفيد، والفيتو الأمريكي بالمرصاد إنه لايرضى بأن يقال للعدو الصهيوني أخطأت، بل يقولون إنه يدافع عن نفسه، يدافع عن عدوانه واغتصابه لأراضي الغير.
وحتى الأمين العام الجديد فقد لقنه الأمريكان هذه الحجة "يدافع عن نفسه ".
منقووووووووووووول