حسن الوداع
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
إن حسن الخلق من محاسن ديننا الحنيف الذي جاء به خير البرية وهادي الخلق في البرية عليه الصلاة والسلام حيث وصفه ربه جل وعلا قائلا : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقال سبحانه: ( فبما رحمة من ربك لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ).
وعن أبي هريرة يرفعه " ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق )
وقال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فحسن الخلق مطلب شرعي : عن أبي ذر قال :
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) رواه مسلم ، فطلاقة الوجه وابتسامة الشفتين وحسن الاستقبال وحسن الوداع فن من فنون التعامل مع الآخرين وليس محور حديثنا حسن الاستقبال لان هذا النوع يحسنه الكثير من الناس فبمجرد أن تلقاه يبش في وجه ويحتضنك أو يعانقك وهذا أمر محمود ويشكر عليه العبد فالابتسامة في وجه أخيك نوع من أنواع الصدقة .
لكن محور حديثي هو حسن الوداع الذي قد لا يجيد استخدامه إلا النادر من الناس وأسوتنا في ذلك محمد عليه الصلاة والسلام فقد كان يأتيه الضيف فيستقبله استقبالا حاراً بكل بشاشة ودماثة خلق ، كيف لا وهو القائل عليه الصلاة والسلام : ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ...... الحديث ). فهو عليه الصلاة والسلام أحرص الناس على جمع الحسنات ، وبالمقابل كان أسلوب وداعه عليه الصلاة والسلام لا يختلف عن أسلوبه في الاستقبال، فيستقبل الضيف أو الزائر بالبشر وابتسامة الثغر ويودعه بمثل ذلك وأحسن ، بل ويشيعه إلى خارج البيت عليه الصلاة والسلام.