نتأمل في جمال الورود
ونسعى جاهدين إلى اقتناء باقة منها
أو حتى واحدة فهي كفيلة ببعث البهجة
في أعماقنا .,
نقطفها ونشتم عبيرها ونلمس
بتلاتها بكل حنان ونُزاول التأمل فيها
كما كنا نتأملها وهي بعيدة عنّا .,
وبعد فترة وجيزة نجدُها وقد شارفت
على الذبول رُغم أننا قد اعتيننا بها .. !
وما تلك الوردة إلاّ مثالاً على قطوفنا
في هذه الحياة ..
فهي تُشبه كل الأمور في حياتنا
التي نسعى لقطفها في مسيرة الحياة .,
واتساءل لماذا يذبل كل شيء جنيناه أو حققناه .؟
لماذا يذبل النجاح رُغم أننا نسعى إليه دائماً .؟
لماذا نشعر بالارتواء رُغم أن العطش سيُعاود الرجوع .؟
لماذا نشعر بالاكتفاء رُغم الاحتياج للمزيد .؟
لماذا نقول قد وصلنا رُغم أنا لم نُكمل المسير .؟
لماذا نُطارد الحلم وحينما يُصبح حقيقة نرانا وقد
أهملنا العناية به ليكبر وينمو .؟
لماذا نحتفل بشكل لحظي عند وصولنا للمُبتغى
وبعدها نشعر بالرتابة وربما الملل .؟
لماذا تُرهقنا الصدمة ويُعيقنا التشاؤم .؟
لماذا ندفنُ الروح قبل أن تموت .؟
لماذا نقول بأننا نُريد في حين أننا لم نُنمي
ما نُريد .؟
لماذا نهدمُ هذه الذات ونقول بأننا نُحقق ذاتنا .؟
ولماذا الذبول وكيف يكون الذبول ومتى يكون .؟
قطفتُ وردة ذات يوم واعتنيتُ بها ونَمتْ ورافقتها لفترة مقبولة بعض الشيء وبعد أن ذبلت جفّفتها ولم أُخفيها عن ناظري بل تأملتها كما لم اتأملها من قبل ورأيتُ من حولي يتعجبون حدّ السخرية مني وتساءلتُ [ أتُراهم لا يعلمون بأن في جفافها حياة بطريقة ما ] . ؟
الذات قد تذبل رُغم إرادتها ورُغم إصرارها على المُضيّ قُدماً .. إن تسألوني كيف فسألتزم الصمت لا لأنني لا أملكُ الإجابة ولكن لأنني لا أريد لكم الذبول هكذا بلا داعٍ لأن تتعجبوا .؟
يأتي الذبـول من انكسـار الـروح وحلمـها الوصـول
لتتفـاجئ بالوصـول بالاحـلام الى طريـق مجهـول مقفـول
كيـف ! لاننـا اصغـر من الاراده واقـزم من النجـاح
ولا ننـا في واقـع لا يمـلك المقـومات على الثبـات للنجـاة
أيـن ! على خارطـة الفـؤاد في عاصمـة الامـل عند مرفـئ الامـآل
كل التقدير