قصيدة مدح ودفاع عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي من أبدع ما قرأت في هذا الباب.. بارك الله في صاحبها وجزاه الله عنا خيراً:
ربَّاكَ ربُّـكَ.. جـلَّ مـن ربَّاكـا .. .. ورعــاكَ في كنفِ الهدى وحماكـا
سبحانه أعطـاك فيـضَ فضائـلٍ .. .. لم يُعْطــها فـي العالميـن سواكـا
سوّاك في خلقٍ عظيـمٍ وارتقى .. .. فيك الجمــالُ.. فجــلّ مـن سوَّاكـا
سبحانـه أعطـاك خيـرَ رســــالـةٍٍ .. .. للعـــالميـن بهـا نشـرْتَ هُـداكـا
وحباكَ في يوم الحساب شفــاعةً .. .. محمـــودةً.. مـا نالــــهـا إلاّكــــا
اللهُ أرســــلـكـم إليـــنـا رحـمـةً .. .. ما ضلَّ من تَبِعتْ خطـاه خُطاكـا
كنّا حــيارى في الظلامِ فأشْرقـتْ .. .. شمسُ الهــدايةِ يومَ لاحَ سناكـا
كنّـا ـ وربـي ـ غارقــــيـن بغيّــِـنـا .. .. حتـى ربطـــــنـا حَبْلَنـا بعُـراكـا
لـولاك كنـا ســــاجديـن لصخــرةٍ .. .. أو كوكبٍ.. لا نعـــرفُ الإشراكـا
لـولاك لـم نعبـدْ إلهًـا واحـــــــدًا .. .. حتـى هـدانـا اللهُ يـومَ هـداكـا
أنتَ الذي حـــنَّ الجمـادُ لعطفهِ .. .. وشــكا لـك الحــيـوانُ يـومَ رآكـا
والجـــذعُ يُسمـعُ بالحنيـن أنينُـه .. .. وبكـــــاؤُه شـوقًـا إلــى لُقيـاكـا
مـاذا يزيـدُك مدحُـــنـا وثنـاؤُنـــــا .. .. واللهُ فـي القـرآنِ قـــد زكّاكـا؟!
ماذا يفيـدُ الــــذّبُّ عنـك وربُّنــــا .. .. سبحانـه بعيـونـه يرعــــاكـا؟!
"بدرٌ" تحـــدثنـا عـن الكـفِّ التـي .. .. رمتِ الطغاةُ فبوركـت كفّاكـا؟!
و"الغارُ" يخبرُنا عن العـيـن التـي .. .. حفظتك يـوم غفـت به عيناكا
لم أكتبِ الأشعـارَ فــيـك مهابـةً .. .. تغضي حروفـي رأسَها لعلاكا
لكنهـا نـارٌ عـلـى أعدائـــــــكـم .. .. عادى إلهَ العرشِ مَـن عاداكا
إني لأرخصُ دون عرضِك مهجتي .. .. روحٌ تـــروحُ ولا يُمسُّ حماكا
شُلّتْ يميـنٌ صوَّرتـك وجُمِّـــــدتْ .. .. وسطَ العروقِ دماءُ مـن آذاكا
ويلٌ فـــويلٌ ثـم ويــــلٌ للــــــذي .. .. قد خاضَ في العِرضِ الشريفِ ولاكا
يا إخوةَ الأبقــــارِ رمـز سباقكـم .. .. "مَن في القطيع سيصبح الأفّاكا؟!"
النارُ يا أهــلَ السبـاقِ مصيرُكـم .. .. وهناك جائـزةُ الســـبـاقِ هناكا!!
تتدافعـون لقعــــرهـا زمـــرًا ولـن .. .. تجدوا هناك عن الجحيـمِ فكاكا
هبوا بني الإسـلام نكسـر أنفهـم .. .. ونكون وسـطَ حلوقِهـم أشواكا
لك يا رسولَ اللهِ نبضُ قصائـــدي .. .. لـو كـانَ قلـبٌ للقصيـد فـــداكا
هم لن يطولوا من مقامـك شعرةً .. .. حتى تطــــولَ الـذّرةُ الأفلاكـا!!
والله لن يصــــــلـوا إليـك ولا إلـى .. .. ذراتِ رمــــلٍ مـن تـرابِ خُطاكـا
هم كالخشاش على الثرى ومقامُكم .. .. مثلُ السماء فمن يطولُ سماكا؟!!
روحـي وأبنائـي وأهلـي كلهـم .. .. وجميع ما حـوت الحيـاةُ فـداكَ
بقلم:
محمد بن عبدالرحمن المقرن