منتديات نبض الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نبض الابداع

حياكم الله في منتديات نبض الابداع اتمنى لكم قضاء اجمل الاوقات تميزكم هو هدفنا
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صالح عليه السلام2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
التقويم الهجري
نبض مميز
نبض مميز



ذكر عدد الرسائل : 218
العمر : 52
المزاج : كويس
الأوســــــــــــــــــــمة : صالح عليه السلام2 1-present
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

صالح عليه السلام2 Empty
مُساهمةموضوع: صالح عليه السلام2   صالح عليه السلام2 Icon_minitimeالسبت أبريل 05, 2008 4:36 pm

فلما عاينوها كذلك رأوا أمراً عظيماً ومنظراً هائلاً ، وقدرة باهرة ودليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً فآمن كثير منهم ، واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم . ولهذا قال : " فظلموا بها " أي جحدوا بها ولم يتبعوا الحق بسببها ، أي أكثرهم . وكان رئيس الذين آمنوا : جندع ابن عمرو بن محلاة بن لبيد بن جواس وكان من رؤسائهم وهم بقية الأشراف بالإسلام فصدهم ذؤاب بن عمرو بن لبيد والحباب صاحب أوثانهم ، ورباب بن صعر بن جلمس . ودعا جندع ابن عمه شهاب بن خليفة وكان من أشرافهم ، فهم بالإسلام فنهاه أولئك ، فمال إليهم فقال في ذلك رجل من المسلمين يقال له مهرش بن غنمة بن الذميل رحمه الله :

وكانت عصبــــة من آل عمرو إلى دين النبي دعـــوا شهـابــا

عــزيــز ثمــود كلهم جميعـــاً فهم بــأن يجيب ولــو أجـــابــا

لأصبـح صـالـح فينـا عـزيــزاً ومـا عـدلــوا بصــاحبهم ذؤابـــا

ولكن الغـــــــواة من آل حجر تــولــوا بعــد رشـــــدهم ذبابــا

ولهذا قال لهم صالح عليه السلام : " هذه ناقة الله " أضافها لله سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتعظيم ، كقوله : بيت الله وعبد الله " لكم آية " أي دليلاً على صدق ما جئتكم به " فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب " .

فاتفق الحال على أن تبقى هذه الناقة بين أظهرهم ، ترغي حيث شاءت من أرضهم ، وترد الماء يوماً بعد يوم ، وكانت إذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك ، فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم لغدهم . ويقال : إنهم كانوا يشربون من لبنها كفايتهم ، ولهذا قال : " لها شرب ولكم شرب يوم معلوم " .

ولهذا قال تعالى : " إنا مرسلو الناقة فتنة لهم " أي اختباراً لهم ، أيؤمنون بها أم يكفرون ؟ والله أعلم بما يفعلون " فارتقبهم " أي انتظر ما يكون من أمرهم " واصطبر " على أذاهم فسيأتيك الخبر على جلية " ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر " .

فلما طال عليهم هذا الحال اجتمع علماؤهم ، واتفق رأيهم على أن يعقروا هذه الناقة ، ليستريحوا منها ويتوافر عليهم ماؤهم ، وزين لهم الشيطان أعمالهم . قال الله تعالى : " فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين " .

وكان الذين تولى قتلها منهم رئيسهم : قدار بن سالف بن جندع ، وكان أحمر أزرق أصهب . وكان يقال إنه ولد زانية ، ولد على فراش سالف ، وهو ابن رجل يقال له صيبان ، وكان فعله ذلك باتفاق جميعهم ، فلهذا نسب الفعل إليهم كلهم .

وذكر ابن جرير وغيره من علماء المفسرين : أن امرأتين من ثمود اسم إحداهما صدوق ابنة المحيا بن زهير بن المختار ، وكانت ذات حسب ومال ، وكانت تحت رجل من أسلم ففارقته ، فدعت ابن عم لها يقال له مصرع بن مهرج بن المحيا ، وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة . واسم الأخرى عنيزة بنت غنيم بن مجلز ، وتكنى أم غنمة وكانت عجوزاً كافرة ، لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمرو أحد الروساء ، فعرضت بناتها الأربع على قدار بن سالف ، إن هو عقر الناقة فله أي بناتها شاء ، فانتدب هذا الشابان لعقرها وسعوا في قومهم بذلك ، فاستجاب لهم سبعة آخرون فصاروا تسعة . وهم المذكورون في قوله تعالى : " وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون " وسعوا في بقية القبيلة وحسنوا لهم عقرها ، فأجابوهم إلى ذلك وطاوعوهم في ذلك . فانطلقوا يرصدون الناقة ، فلما صدرت من وردها كمن لها مصرع فرماها بسهم فانتظم عظم ساقها ، وجاء النساء يذمرن القبيلة في قتلها ، وحسرن عن وجوههن ترغيباً لهم في ذلك ، فأسرعهم قدار بن سالف ، فشد عليها بالسيف فكشف عن عرقوبها فخرت ساقطة إلى الأرض ، ورغت رغاة واحدة عظيمة تحذر ولدها ، ثم طعن في لبتها فنحرها ، وانطلق سقبها - وهو فصيلها - فصعد جبلاً منيعاً ورغا ثلاثاً .

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عمن سمع الحسن أنه قال : يا رب . . أين أمي ؟ ثم دخل في صخرة فغاب فيها . ويقال : بل اتبعوه فعقروه أيضاً .

قال الله تعالى : " فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر * فكيف كان عذابي ونذر " وقال تعالى : " إذ انبعث أشقاها * فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها " أي أحذروها : " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها " .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن نمير ، حدثنا هشام - أبو عروة - عن أبيه ، عن عبد الله بن زمعة قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال : " إذ انبعث أشقاها : انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه ، مثل أبي زمعة " .

أخرجاه من حديث هشام به . عارم : أي شهم . عزيز : أي رئيس منيع : أي مطاع في قومه .

وقال محمد بن إسحاق : حدثني يزيد بن محمد بن خثيم ، عن محمد بن كعب ، عن محمد بن خثيم بن يزيد ، عن عمار بن ياسر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " ألا أحدثك بأشقى الناس " ؟ قال : بلى . قال : " رجلان أحدهما أحمير ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك ياعلى هذا - يعني قرنه - حتى تبتل منه هذه - يعني لحيته - " .

رواه ابن أبي حاتم .

وقال تعالى : " فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين " فجمعوا في كلامهم هذا بين كفر بليغ من وجوه :

منها : أنهم خالفوا الله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقة التي جعلها الله لهم آية .

ومنها : أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم فاستحقوه من وجهين : أحدهما الشرط عليهم في قوله : " ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب " وفي آية " يوم عظيم " وفي الأخرى " أليم " والكل حق . والثاني استعجالهم على ذلك .

ومنها : أنهم كذبوا الرسول الذي قام الدليل القاطع على نبوته وصدقه ، وهم يعلمون ذلك علماً جازماً ، ولكن حملهم الكفر والضلال والعناد على استبعاد الحق ووقوع العذاب بهم ، قال الله تعالى : " فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب " .

وذكروا أنهم لما عقروا الناقة كان أول من سطا قدار بن سالف ، لعنه الله ، فعرقبها فسقطت إلى الأرض ، ثم ابتدروها بأسيافهم يقطعونها فلما عاين ذلك سقبها - وهو ولدها - شرد عنهم فعلاً أعلى الجبل هناك ، ورغا ثلاث مرات .

فلهذا قال لهم صالح : " تمتعوا في داركم ثلاثة أيام " أي غير يومهم ذلك ، فلم يصدقوه أيضاً في هذا الوعد الأكيد . بل لما أمسوا هموا بقتله وأرادوا - فيما يزعمون - أن يلحقوه بالناقة : " قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله " أي لنكبسنه في داره مع أهله فلنقتلنه ، ثم نجحدن قتله ولننكرن ذلك إن طلبنا أولياؤه بدمه ، ولهذا قالوا : " ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون " .

* * *

قال الله تعالى : " ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون * فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين * فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون * وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون " .

وذلك أن الله تعالى أرسل على أولئك النفر الذي قصدوا قتل صالح حجارة رضختهم فأهلكهم سلفاً وتعجيلاً قبل قومهم ، وأصبحت ثمود يوم الخميس - وهو اليوم الأول من أيام النظرة - ووجوهم مصفرة ، كما أنذرهم صالح عليه السلام . فلما أمسوا نادوا بأجمعهم : ألا قد مضى يوم من الأجل ، ثم أصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل وهو يوم الجمعة ، ووجوهم محمرة ، فلما أمسوا نادوا : ألا قد مضى يومان من الأجل . ثم أصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع وهو يوم السبت - ووجوههم مسودة ، فلما أمسو نادوا : ألا قد مضى الأجل .

فلكما كان صبيحة يوم الأحد تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم من العذاب والنكال والنقمة ، لا يدرون كيف يفعل بهم ، ولا من أي جهة يأتيهم العذاب .

فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم ورجفة من أسفل منهم . ففاضت الأرواح وزهقت النفوس ، وسكنت الحركات ، وخشعت الأصوات ، وحقت الحقائق ، فأصبحوا في دارهم جاثمين ، جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها ، قالوا ولم يبق منهم أحد إلى جارية كانت مقعدة واسمها كلبة بنت السلف - ويقال لها : الذريعة - وكانت شديدة الكفر والعداوة لصالح عليه السلام ، فلما رأت العذاب أطلقت رجلاها ، فقامت تسعى كأسرع شيء ، فأتت حيا من العرب فأخبرتهم بما رأت وما حل بقومها واستقتهم ماء ، فلما شربت ماتت .

قال الله تعالى : " كأن لم يغنوا فيها " أي لم يقيموا فيها في سعة ورزق وغناء " ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود " أي نادى عليهم لسان القدر بهذا .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال : " لا تسألوا الآيات فقد سألهم قوم صالح فكانت - يعني الناقة - ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج ، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها ، وكانت تشر ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً ، فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله بها من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله " قالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال : " هو أبو رغال ، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه " .

وهذا الحديث على شرط مسلم وليس هو في شيء من الكتب الستة . . والله تعالى أعلم .

وقد قال عبد الرزاق أيضاً : قال معمر : أخبرني إسماعيل بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر أبي رغال ، فقال : " أتدرون من هذا " ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . فقال : " هذا قبر أبي رغال ، رجل من ثمود ، كان في حرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله ، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن هاهنا ، ودفن معه غصن من ذهب . فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن " .

قال عبد الرزاق : قال معمر : قال الزهري : أبو رغال أبو ثقيف . هذا مرسل من هذا الوجه .

وقد جاء من وجه آخر متصلاً كما ذكره محمد بن إسحاق في السيرة عن إسماعيل بن أمية ، عن بجير بن أبي بجير ، قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله حين خرجنا معه إلى الطائف ، فمررنا بقبر ، فقال : " إن هذا قبر أبي رغال ، وهو أبو ثقيف ، وكان من ثمود ، وكان بهذا الحرم يدفع عنه ، فما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه ، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب ، وإن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه " فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن .

وهكذا رواه أبو داود من طريق محمد بن إسحاق به .

قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي رحمه الله : هذا حديث حسن عزيز .

قلت : تفرد به بجير بن أبي بجير هذا ، ولا نعرف إلا بهذا الحديث ، ولم يرو عنه سوى إسماعيل بن أمية . قال شيخنا : فيحتمل أنه وهم في رفعه ، وإنما يكون من كلام عبد الله بن عمرو من زاملتيه والله أعلم .

قلت : لكن في المرسل الذي قبله وفي حديث جابر أيضاً شاهد له . والله أعلم .

وقوله تعالى : " فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين " إخبار عن صالح عليه السلام ، أنه خاطب قومه بعد هلاكهم ، وقد أخذ في الذهاب عن محلتهم إلى غيرها قائلاً لهم : " يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم " أي جهدت في هدايتكم بكل ما أمكنني ، وحرصت على ذلك بقولي وفعلي ونيتي .

" ولكن لا تحبون الناصحين " أي لم تكن سجايكم تقبل الحق ولا تريده ، فلهذا صرتم إلى ما أنتم فيه من العذاب الأليم ، المستمر بكم المتصل إلى الأبد ، وليس لي فيكم حيلة ولا لى بالدفع عنكم يدان . والذي وجب علي من أداء الرسالة والنصح لكم قد فعلته وبذلته لكم ولكن الله يفعل ما يريد .

وهكذا خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أهل قليب بدر بعد ثلاث ليال : وقف عليهم وقد ركب راحلته وأمر بالرحيل من آخر الليل فقال : " يا أهل القليب . . هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً " وقال لهم فيما قال : " بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، قاتلتموني ونصرني الناس ، فبئس الناس ، فبئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم " .

فقال له عمر : يا رسول الله . . تخاطب أقواماً قد جيفوا ؟ فقال : " والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يجيبون " .

ويقال : إن صالحاً عليه السلام انتقل إلى حرم الله فأقام به حتى مات .

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال : " يا أبا بكر . . أي واد هذا " ؟ قال : وادي عسفان . قال : " لقد مر به هود وصالح عليهما السلام على بكرات خطمها الليف ، أزراهم العباء ، وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق " .

إسناد حسن . وقد تقدم في قصة نوح عليه السلام من وراية الطبراني ، وفيه نوح وهود وإبراهيم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صالح عليه السلام2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبض الابداع :: الإبداع الادبي :: منتدى الروايات والقصص-
انتقل الى: