القاهرة/ مهما قضى الإنسان من وقت في الراحة والاستلقاء فلا يمكن أن يعوضه ذلك عن حاجته الضرورية للنوم, فالنوم ركن أساسي من أركان الحياة الصحية, ويترتب على قلة النوم العديد من المشاكل الصحية والنفسية التي قد تعود بالضرر البالغ على الإنسان مع استمرارها.
والنوم حالة خاصة يمر بها الإنسان تتم خلالها العديد من الأنشطة, وليس كما يعتقد البعض بأن النوم نوع من فقدان الوعي أو الغيبوبة, أو أنه عبارة عن مرحلة من الخمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجها الإنسان لتجديد نشاطه, إلا أن حقيقة النوم تختلف عن ذلك كثيراً.
فيحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم, وبعض الوظائف قد تكون أنشط خلال النوم, كما تتم العديد من التغيرات والوظائف العضوية الهامة للجسم من إعادة بناء لأنسجة الجسم, وإفراز الهرمونات وغيرها, ويحصل الكثير من أعضاء الجسم على الراحة بعد جهد يوم كامل ليستعيد نشاطه وهدوئه لليوم التالي.
وفي حال حدوث بعض الاضطرابات العضوية أو النفسية أو السلوكية التي تؤثر في آلية النوم الطبيعية, فذلك سيؤدي إلى بعض الاضطرابات في النوم وهي إحدى أكثر المشكلات الطبية شيوعاً, حيث أن النوم الغير صحي يؤثر في صحة وقوة الإنسان.
لهذا يجب الالتزام بالعادات الصحية للنوم لتجنب الأرق أو حدوث أي اضطراب في النوم, ويكون ذلك من خلال الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ, والعمل على الاسترخاء قبل الذهاب إلى النوم بفترة معينة, فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه غالباً ما يجد صعوبة في النوم, وذلك لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم.
كما أن ممارسة الرياضة بانتظام يساعد على النوم بشكل أفضل, هذا بالإضافة إلى تجنب التدخين, والتخفيف من المنبهات, أما تناول وجبة خفيفة قبل النوم فقد يساعد على النوم بشكل أسرع.
ويجب تجنب إجبار النفس على النوم لأن النوم لا يأتي بالقوة, ويمكن عمل شيء هادئ يريح الأعصاب كالقراءة أو التأمل أو مشاهدة التلفزيون, وهو الأمر الذي يساعد على الاسترخاء ومن ثم النوم.
ومن الضروري عدم الذهاب إلى الفراش إلا عند الشعور بالنعاس, كما يجب عدم البقاء في الفراش عند الاستيقاظ على أن يكون التواجد في الفراش محصوراً بفترة النوم فقط, وفي حال الانزعاج من النظر إلى ساعة المنبه فيمكن إخفاء الساعة من مستوى النظر ولكن من الضروري ضبطها لضمان الاستيقاظ صباحاً في الوقت المحدد.
المصدر: نسيجها